الطلاق الصامت .. إلى أين؟

29 يناير 2024
الطلاق الصامت .. إلى أين؟

من أبرز التساؤلات التي لابد من الإجابة عنها ومعرفة أسبابها الطلاق الصامت إلى أين؟ فالمعروف في مجتمعاتنا أن الطلاق إنما هو انفصال بين الزوجين واستغناء كل منهما عن الآخر والعيش بمفرده، إلا أننا نجد الطلاق الصامت مختلفا عن ذلك، فما هو الطلاق الصامت؟ ولماذا يقوم بعض الأزواج باللجوء إليه بدلا عن الطلاق المعروف؟.

الطلاق الصامت .. إلى أين؟

من المعروف أن العلاقة بين الشريكين يكون أساسها المودة والرحمة والتفاهم لتحقيق السعادة، فهذه السعادة تبدأ مع الزواج الذي يجمع بين الرجل والمرأة، كما أنه من المعروف أن هذه العلاقات الزوجية تواجهها الكثير من المشكلات بسبب طبيعة الاختلاف بين الزوجين في العديد من النواحي، وبمجرد أن تختفي العوامل الأساسية لقيام الزواج ونجاحه يبدأ هذا الزواج في الفشل والدمار إلى أن يصل الحال إلى الطلاق.

وكما أشرنا سابقا إلى أن الطلاق المعروف هو أن يتخذ الشريكان قرار الانفصال ليعيش كل منهما بعيدا الآخر، إلا أننا نجد في الوقت الذي نعيشه حاليا ظهور شكل جديد للطلاق يعتبر أكثر خطورة على أفراد الأسرة وهو ما يعرف بالطلاق الصامت، وهو تلك المرحلة التي يقرر فيها الزوجين ضرورة انتهاء العلاقة الزوجية بينهما، إلا أنهما يقرران البقاء على هذا الزواج وعيش كل منهما بمفرده دون الاختلاط مع الآخر، أي كل منهما بمعزل ولكن داخل نفس المنزل وتحت مسمى الزواج.

الطلاق الصامت إلى أين؟

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الشريكان على الرغم من اتخاذهما قرار عدم استمرار العلاقة بينهما إلا أنهما يستمرا معا متزوجين ولكن بينهما طلاق صامت، ومن أهم هذه الأسباب القلق على مستقبل أطفالهما، وكذلك الخوف من أقاويل الناس، وأيضا خوف كل منهما من أن يحمل لقب مطلق أو مطلقة، وغير ذلك من الأسباب التي تجعلهما لا يقرران الطلاق المعروف والانفصال عن بعض، ويظل كل منهما بجوار الآخر أمام الناس.

ونجد أن هذا الطلاق الصامت يعود بالكثير من الآثار السلبية على الأبناء وعلى روح العائلة في المنزل وكذلك على كل من الشريكين مما يجعل الأمور تسوء أكثر وأكثر.

سلبيات الطلاق الصامت

أنه يمثل نوعا من الضغط الشديد على الشريكين، وهو يؤدي إلى زيادة المشاعر السلبية التي يحملها كل منهما للآخر ولك بسبب وجودهما معا في نفس المكان.

عدم إتاحة الفرصة أمام الطرفين في دخول تجارب جديدة وممارسة الحياة الطبيعية.

كما يؤدي إلى تفاقم المشاكل بينهما والتي تمثل ضغطا نفسيا كبيرا على الأبناء.

يجعل الطلاق الصامت الأبناء يعقدون دائما المقارنات تجاه أبويهم، وهو ما يشعرهم دائما بالاكتئاب والإحباط الذي قد يؤدي إلى ظهور سلوكا عدوانيا منهم نحو المجتمع.

ما هو العلاج المناسب للطلاق الصامت؟

يجب على الطرفين أن يتبعا أسلوب المواجهة في الحوار، ويتكلم كل منهما مع الآخر بصراحة شديدة للتوصل سويا إلى حل مناسب لهذه المشكلة بدلا من الهروب منها.

كما يجب عليهما أن يتحلى كل منهما بالصبر على الآخر وأن يفكرا في الرجوع بالعلاقة بينهما إلى سابق عهدها قبل اتخاذ القرار بالانفصال.

إذا قررا استحالة قيام العلاقة بينهما مرة أخرى، فعليهما في هذه الحالة أن يواجها المجتمع بهذا القرار ولا يلقيا بالا لنظرته السلبية للطلاق.

اللجوء إلى الاستشاريين والمتخصصين في العلاقات الزوجية وطلب المساعدة منهم.

أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق

توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى اتخاذ هذا القرار الصعب، ومن أهم هذه الأسباب ما يأتي:

سوء المعاملة بين الزوجين

من المعروف أن العلاقات السعيدة يكون أساسها الاحترام والحب والتقدير، فالزواج يكمل الرجل بالمرأة ويكمل المرأة بالرجل، فينبغي على كل منهما تقدير الآخر واحترامه، فالمعاملة السيئة بينهما وانعدام الاحترام يتسببان في انهيار العلاقة بين الطرفين، كما يظهر حالة من الغضب والإحباط قد تؤدي إلى الطلاق.

انعدام  التواصل بين الزوجين

كما يعتبر الصدق من أهم الصفات التي يجب أن تكون موجودة بين الزوجين، ويؤدي عدم وجودها إلى عدم الثقة بين الطرفين وزيادة البعد بينهما، ولكي يتقربا من بعضهما عليهما أن يحافظا على التواصل دائما بصدق وصراحة لكي يتمكنا من اختصار المسافة بينهما.

الخيانة

كما يقوم الزواج أيضا على الوفاء، والذي يعتبر من أهم عوامل نجاح الزواج، فوفاء الزوج لزوجته وكذلك وفاء الزوجة لزوجها يجعل العلاقة بينهما ناجحة ومستقرة، كما يؤدي شعور أحدهما بخيانة الآخر إلى هدم الثقة وتدمير الاحترام وضياع الحب، مما يجعل من المستحيل التكملة في هذه العلاقة.

الشعور بالتقيد و انعدام الحرية

من الأمور التي تؤثر أيضا على العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة أن يشعر أحدهما بأن الارتباط يقيده ويمنعه من تحقيق الأحلام والطموحات التي كانت لديه قبل الارتباط، وحل هذه المشكلة لابد أن يكون بالتفاهم بينهما بأن كل منهما داعما للآخر وليس مقيدا له وعليه أن يقف بجانبه إلى أن يحقق أحلامه وأمانيه سويا.