من هم أصحاب الفيل؟

29 يناير 2024
من هم أصحاب الفيل؟

قصة أصحاب الفيل هي واحدة من القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم، بل وقد جعل الله تعالى في القرآن الكريم سورة كاملة تحمل اسم سورة الفيل، وهذا دلالة على أهمية هذه الأحداث التي تضمنتها قصة أصحاب الفيل والدروس العظيمة التي يريد الله تعالى أن يعلمها للمسلمين والتي تخص عاقبة الكفر بالله والتطاول على المقدسات الدينية، فقد كان لنا من قصة أصحاب الفيل عبرة وعظة، ولعلنا نتعلم من كل تلك الدروس التي يرسلها لنا الله عز وجل في كتابه العزيز، والآن إليكم قصة أصحاب الفيل بالتفصيل وأحداثها وما الأسباب التي أدت إلى حدوثها.

قصة أصحاب الفيل

كان هناك في اليمن حاكماً ظالماً يقتل النصارى، فعلم النجاشي ملك الحبشة بأمره وكان نصرانياً، فأعد العدة لكي يدافع عن النصارى وكان معه قائدان أحدهما يدعى أبرهة الحبشي والآخر يدعى أرياط، وقد انتصر النجاشي ملك الحبشة على ملك اليمن ذو نواس وعين أرياط والياً على اليمن، وبعد فترة قصيرة أصيب أبرهة بالغيرة نحو أرياط فانقلب عليه وعيّن نفسه وحالياً لليمن، ولما علم النجاشي بذلك غضب غضباً شديداً إلا أن أبرهة اعتذر للملك وأعلن ولاءه فصفح عنه وتركه في ولاية اليمن بعد أن أقنعه أبرهة ببناء كنيسة كبيرة في اليمن ليحج إليها سكان شبه الجزيرة العربية بدلاً من الكعبة.

قصة أبرهة الحبشي وهدم الكعبة

وقد دعا أبرهة سكان الجزيرة العربية إلى الحج إلى الكنيسة إلا أن هذا الطلب قد قوبل بالرفض، بل وسخروا منه أيضاً بأن ذهبوا إلى الكنيسة ووضعوا له القاذورات على جدرانها الخارجية، فاستفز هذا الفعل أبرهة وقرر أن يهدم الكعبة، فذهب هو وجمع من جنوده وكان يركب على ظهير فيل قوي، وكان في نيته هدم الكعبة المشرفة وأرسل رسولاً من عنده إلى أهل مكة المكرمة أن يبلغوا كبيرهم بأن أبرهة قادم في الطريق لكي يهدم الكعبة فلو استسلم أهل مكة جميعهم فسوف تُحقن دماؤهم، وكان الرد من عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل مكة لا يُبالون وأن رب البيت قادر على حمايته من كيد الأعداء.

تقدم أبرهة في طريقه إلى مكة حاملاً نوايا الشر بأهلها، ولكن الله رب العالمين أراد أن يحمي بيته الحرام، فأرسل العِقاب على أبرهة وقومه وقد رآن أهل مكة بأنفسهم حين أرسل عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض رجال مكة وعلى رأسهم ابنه عم النبي إلى أعالي قمم الجبال، ليتابعوا مسيرة أبرهة وجيشه من بُعد، فرأوا شيئاً عجيباً، وهو سحابة سوداء شديدة الكثافة، كانت قادمة في طريقها إلى مكة المكرمة من جهة البحر الأحمر، وأمراً آخر وهو أن فيل أبرهة كان ينحرف عن طريق مكة ويذهب إلى طريق آخر وكلما قادوه إلى طريق مدخل مكة المكرمة أبى الفيل وانحرف في إتجاه آخر إلى أن تم إجباره على الدخول من طريق مكة المكرمة.

هلاك أبرهة

وقد أخبر بن عبد المطلب أبيه بذلك فاطمأن قلبه وقال أن الله يحمي بيته الحرام، وما هي إلا دقائق وقد وصلت أخبار بقدوم أبرهة الحبشي وجيشه إلى البيت الحرام ولكن الله عز وجل شاء أن يدافع عن بيته الحرام، فأرسل طيراً أبابيل تُلقي الحجارة على أبرهة وجيشه فتفتك بهم وتعصف بجيشهم، حيث كانت الحجارة المُلقاة من قِبل الطير تخترق أجساد أبرهة وجيشه، مما يعلمنا قدرة الله وجزاء من يعصى الله ويهين المقدسات، وكان يُصادف هذا العام ولادة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.